(1973-...) وُلِد في بروكسل، بدأ حياته كمترجم للغة المالطية في الاتحاد الأوروبي، وبعد فترة شغل فيها عددًا من الوظائف المكتبية في الصحافة، اتَّجه إلى الكتابة الروائية والسينمائية والموسيقية أيضًا. عام 2011 وجد فيلا جيرا نفسه وسط جَدَلٍ واسع حول الرقابة في مالطة، غير احتمال صدور حكم ضده بالسجن بعد نشره قصة قصيرة "إيروتيكية". نشر فيلا جيرا روايته الأولى "L-Antipodi" عام 2010، وفاز عام 2013 بجائزة الكتاب الوطني للنثر عن روايته "Is-Sriep Reġgħu Saru Velenużi- الثعابين ما زالت سامَّة"، كما فازت روايته "طروادة- Trojan" بجائزة الكتاب الوطني للنثر عام 2016. صدرت كلتا الروايتين عن مركز المحروسة للنشر.
فى ذلك النزال المهلهل ، بقيت أنتظر الإلهام ، صوت المؤذن فى الرابعة صباحاً ، يثير فى صدرى شجناً دفيناً يصدح منذ قرون ، وهو أقوى بكثير من أجراس الكنيسة ، لا جدال فى ذلك . لا يوجد مثل هذا الإلحاح فى رنين الأجراس . الأجراس قد تعلن عن الفرح أو الحزن ، ولكن المؤذن ليس مبتهجا وليس حزينا . صوته يأتى من مكان أبعد من الحزن والفرح . إنه صوت حى وحيوى ؛ والكلمات التى يرنمها ، حتى وإن لم تفهمها ، فهى حادة كالسكين ، تنفذك حتى النخاع ، لا سيما عندما تكسر صمت الليل المهيب ويبدأ المؤذن برفع الصلاة ، فالآية الأولى دائما تجعلك تقشعر من الداخل ، لأن الصوت يبدو أنه قادم من العدم وفى نفس الوقت ، من كل مكان ، إنه حقا صوت الله . صوت واضح . عندما تستمع إلى ذلك الصوت فى الرابعة والنصف صباحاً ، بعد ليل طويل من الأرق ، تفكر فى ما صنعته بيديك .
"أثارَت القِطَطُ فيه أفكارًا وشُكوكًا حَولَ وُجودِه، كما لَو كانَت هَذِه المخلوقاتُ الجَميلَةُ المتوحِّشَةُ لاعِبين رَئيسيِّين في تَجربَةٍ مُستمرَّةٍ، حَيثُ كانَت تَفسيراتُه الخاصَّةُ لِسُلوكِهم هي النُّقطَة المحوَريَّة لمن كان يُجري التَّجرِبَة. كانَ هُوَ الشَّخصَ الوَحيدَ الَّذي تَتِمُّ مُلاحَظَتُه ولَيسَ القِطَطَ". "الحَداثَةُ، السِّيرياليَّةُ، الدَّادِيَّة- هَل كُلُّ هَذه الاستراتيچيَّاتِ مُتَوافِقَةٌ مع الرُّوحِ المالطِيَّة؟ هَل هِيَ أَدواتٌ كافِيَةٌ للتَّعبيرِ عن الإِحساسِ المالطيِّ؟ في السَّبعيناتِ كُنتُم تَظُنُّون أَنفُسَكُم حَداثِيِّين مُهِمِّين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّة كَفِكرَةٍ كانت قَد ماتَت بِنِصفِ قَرنٍ قَبلَ ذلِكَ. إنَّ المالْطِيِّين مُتَخلِّفون دائِمًا، ويَصِلُون دائِمًا مُتَأخِّرين، لَكِنَّ السِّيريالِيَّةَ -حتَّى في ذُروَتِها- ماذا كانَت غَيرَ القُمامَةِ المتَبقِّيَةِ، الجُنونِ والوَحْشِيَّةِ الَّتي سادَت بَعدَ مَوتِ الحَضارَةِ مع الحَربِ العُظمَى؟ هَل كان لَدَى المالْطِيِّين الحَقُّ في تَبَنِّي السِّيرياليَّةِ لإحْداثِ تَأثيرٍ أُسلوبيٍّ، دونَ التَّعَمُّقِ في أُسُسِ النَّظَريَّةِ الجَمالِيَّة؟ باخْتِصارٍ شَديدٍ: هَلْ السِّيريالِيَّة المِرآةُ المِثالِيَّةُ الَّتي تَقدِرُ على عَكْسِ الرُّوحِ المالطِيَّةِ، بالنِّسبَةِ لي: إنَّها نَشَأت في سِياقٍ نَفسيٍّ اجتِماعِيٍّ وتاريخيٍّ بَعيدٍ كُلَّ البُعْدِ عَن التَّجرِبَةِ المالْطِيَّة".